-A +A
عبدالله عمر خياط
.. بكل صراحة أستطيع أن أقول للمسؤولين في وزارة المياه والكهرباء: بدري!! فقد نشرت الوزارة بتاريخ 22/10/1429هـ اعلاناً على صفحة كاملة تخلي فيها مسؤوليتها من عملية تسويق أجهزة تنقية المياه للمنازل، إذ يقول الخبر بصريح العبارة إن في ذلك تغريراً وتضليلاً يقوم به بعض مسوقي أجهزة تنقية المنازل!!
ويحق لي ولغيري سؤال وزارة المياه والكهرباء: أين هي من بضع سنوات استطاعت الجهات المضللة أن توهم الناس بخطورة شرب الماء أو استخدامه لتجهيز الطعام إن لم تتم تنقيته بواسطة الأجهزة التي تقوم بتسويقها بعد عملية التغرير التي تتم بواسطة المسوقين الذين تقول عنهم الوزارة في بيانها: «إن الممارسات المضللة تتمثل في أن يتصل مندوب الشركة بالمواطن ويعرض عليه إجراء تجربة منزلية تثبت فعالية الجهاز الذي يقوم بتسويقه، وعدم صلاحية المياه الواردة من خلال الشبكة للمنزل، فيحضر المسوق للمنزل ويأخذ عينتين من الماء إحداهما مباشرة من الشبكة والأخرى بعد تمريرها عبر الجهاز الذي يقوم بتسويقه، ولإثبات الصلاحية من عدمها في العينتين فإنه يغرس قضيبين من الحديد والألمنيوم فيهما، ويمرر الكهرباء في القضيبين ونتيجة لذلك تبدأ العينة التي حُصل عليها من الشبكة بالتحول مباشرة إلى اللون الأخضر الغامق، بينما يكون التحول في العينة التي أستخرجها من الجهاز أقل، ومن خلال هذه النتيجة يحاول البائع إيهام المواطن أن مياه الشبكة غير صالحة للاستخدام، وأن عليه معالجتها من خلال جهاز للتنقية كالذي يعرضه».
إن هذا الذي كشفت عنه وزارة المياه والكهرباء هو ما حصل مع الناس غنيهم وفقيرهم إبان السنوات الخمس الماضية التي استطاع خلالها مسوقو هذا الجهاز بتضليلهم أن يقنعوا الجميع بأهمية اقتنائه حفاظاً على صحتهم من أضرار مياه الشبكة الملوثة حسب زعمهم، ففي ندوة بمنزل الوجيه الشيخ عبدالرحمن عبدالقادر فقيه تحدث الدكتور أسعد بن محمد بكر مفتي عن المياه ومصادرها مؤكداً أن أنقى مياه هي التحلية وبسؤاله عن الفرق بينها وبين المياه المعبأة في القوارير ويقال لها مياه صحية؟ قال: أؤكد لكم أن مياه التحلية أنقى منها بكثير. ثم أضاف: إن من المؤسف أن كثيراً من المياه المعبأة في القوارير والتي يعتبرها الناس صحية لو ظلت في قواريرها بعض حين لأصبحت آسنة لا تصلح للاستخدام مطلقاً. والسؤال الذي يفرض نفسه بعد إعلان وزارة المياه والكهرباء وأيضاً بعد حديث الدكتور أسعد مفتي: لماذا تأخر إعلان وزارة المياه والكهرباء كل هذه السنوات التي استطاع المضللون من المسوقين جني الأرباح المهولة؟ وأيضاً أين وزارة التجارة من نشاط الجهات التي استوردت هذه الاجهزة وفرضتها بالتضليل على الناس؟.. وأيضاً للمرة الثالثة: أين هي وزارة الصحة من مراقبة سلامة المياه المعبأة في القوارير ولماذا لا يتم تحليل عينات منها باستمرار للتأكد من نظافتها لئلا تتعرض صحة المواطنين للأمراض؟
أسئلة ليست بحاجة إلى إجابة وإنما المطلوب الاستجابة لما يحمي المواطن من التضليل ويحمي جيبه من الاستغلال، ويحمي صحته من الأمراض؟!

فاكس: 6671094


aokhayat@yahoo.com

للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم
88548 تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة